الماضي و المستقبل ، خصمان
عنيدان
يتبادلان الإيماء والتحية،
كلاهما يتدرّبان على إطلاق الزناد
- في أنحاء صدري –
صوْب أهداف لم تعد حيّة،
(وأنا أحلم بسلّم من كينونات طارئة !)
أهرع إلى أقرب مقبرة
كي أُفْرغ جوفي
من جثث
القتلى؛
وأرفع جبهتي عاليا بين الأحياء:
- أنا لا زلت هنا !
**** ******** ************** *****
منـذ أزمنـة بعيـدة، وأنــا
ألقـم بداهـة الأشيـاء، مـا
أخالـه أسمـاء وصفات، إذ
يسحلهـا الضوء- كالمسلات-
دون أن يعلـم بـذلك غيـري.
طرا أحرر أسرارها من مراقي
شهقـة يمجّدهـا العابــرون.
فتنشـأُ لـي لثْغـةٌ. مَلْسـاءُ.
تخصّنـي...أتخيّلهـا رُمُـوزا
تُومئ، طافحـةً بوهج الأشكال
تتـبدّى
بـيـن
منزلتيْن.
************ **** ****** ********** ********
أستارُ
تَنْزاح
خلفي
مذ أسلمتُ أنفاسي لسطوع الهواء
أُسابق المصير صوْب حتْف محْتوم،
كالسّلْطعون
أريد أن أجرّب حياةً ثانيَة :
ما لا...
عينُ
رأتْ
عيني
ترَاه !
خلف هذه المساحات التي يغزوها الماء؛
خبَلٌ يصل اليوْم بالبـارحـة،
وحضورٌ
يغافـلُ
الغياب.
***********************************
مهما يجدّد القَدَر أهْواءَهُ / أتجدّد
أحْيـا/ أولَـد...
ويولد الصدى من رحيق اسمي
حروفا رخية/ أعني شصوصا
تتكدس
في
الحلق.
في كل شصّ سمكة تشهق
كما لو أن الأرض تغرق في حفْنة ماء،
وأنا نشيجُها العاتي، يتكاثفُ
خلف
الفوهات
وفي التجاويف...
أتَمَتْرسُ عميقاً بيْن الصّخور
كاللأُحْفور
أعرفُ مثْل الآخرينَ ما كان
أتبطّن مثْل الآخرين ما سيَكون.